أختي المعلمة ...
لابد انك تواجهين صعوبات عديدة وأنتي تقومين بتدريس الكبيرات ، قد لا تعرفين مصدرها وتتساءلين هل هي ناتجة عن عدم مقدرتك على تدريس هذه الفئة أم أنها ناتجة عن عوامل خاصة بالمتعلمات ، لذا فإن تعرفك على الصعوبات التي تواجهها الكبيرات ستساعدك على أداء أفضل .
توجد خمس مشاكل بارزة عند الكبيرات اللاتي يواجهن صعوبة في القراءة والكتابة ، الإملاء ، الرياضيات وهي:
أولا : المشاكل البصرية ( بعد النظر ) :
إن مقدرة الشخص على التركيز أو النظر بوضوح من مسافة بعيدة لا تؤثر على أداءه في الفصل الدراسي ، ومع ذلك فأغلب اختبارات فحص النظر تركز على هذه النقطة ، إن المسافة الحرجة في التعليم المدرسي هي في النظر عن قرب ، 60% تقريبا من جميع الطلبة المصنفين كغير قادرين على التعلم يعانون من عضلات عين ضعيفة نتيجة للتركيز وإعادة التركيز في المسافات القريبة .
فعندما لا تستطيع الدارسة أن تركز بشكل سليم أو إن توجه بصرها بصورة صحيحة تظهر عليها مجموعة من الأعراض :
* تكون الدارسة غير مرتاحة في جلستها فتغير من وضعها كثيرا أثناء القراءة .
* تشير الدارسة إلى الكلمات بإصبعها أو أي أداة إشارة أثناء القراءة ، وعادة ما تهمس بالكلمات بصوت مسموع.
* تمسك الدارسة بالقلم بطريقة غريبة فتقبضه بإحكام إلى الخلف تحت يدها اليمنى وتمسك أصابها برأس القلم بشكل غير صحيح .
* تنحني الدارسة على ورقتها أثناء الكتابة وتترك فراغات غير منتظمة بين الكلمات .
* تشتكي الدارسة من صداع واضح يبدأ في مقدمة الرأس ثم ينتشر ببطء على أطرافه ، وألم في زاوية العين الداخلية يبدأ حال البدء بالقراءة .
إذا أصبحت مطلعة وملمة بطلباتك فستساعدك القائمة التالية على معرفة أسباب عدم استجابة بعض الكبيرات للدروس ، إذا رأيت إحدى العلامات التالية على طالباتك فاكتبي ملاحظتك وضعي إشارة أمام النقطة التي ترينها مناسبة للحالة ، هذه المعلومات ستساعدك أيضا على توجيه الدارسة إلى أخصائية لمساعدتها .
علامات ضعف النظر :
- تدمع العينان بعد دقائق قليلة من العمل عن قرب .
- تحمر العينان بعد مدة من العمل .
- تحدق الدارسة من زاوية عينها لرؤية عملها على الطاولة بدلا من النظر بطريقة عادية .
-القراءة الشفوية للدارسة متقطعة مع نط بعض الكلمات وعدم لفظها نهايتها ، وتكرار إعادة الكلمات والعبارات .
- عند التركيز لقراءة السطر التالي تفقد الدارسة مكانها فتتركه وتقرأ الذي يليه أو تعيد قراءة نفس السطر .
- تحتاج الدارسة إلى الإشارة إلى الكلمات بواسطة إصبعها أو أي أداة إشارة أخرى لمتابعة مكان قراءاتها .
- عندما تطيل الدارسة في القراءة تصبح وقفاتها غير منتظمة وغير وافية بالمطلوب .
- تحدق الدارسة عن قرب لرؤية الكلمات المطبوعة .
- تعرك الدارسة عيناها أو تفرك زواياهما أو تتوقف باستمرار لتدليكهما .
- تشتكي الدارسة من الصداع ( في مقدمة الرأس أو على جانبي الرأس فوق الصدغ ) بعد فترة من القراءة أو الكتابة .
- تغير الدارسة من وضع جلستها باستمرار ، تنحني إلى الأمام لفترة ، ثم إلى الوراء ، ثم تميل يميناً ويسارا كل بضع دقائق .
- ترفع الدارسة عيناها عن الصفحة باستمرار للنظر حولها .
- تتثاءب الدارسة أثناء القراءة ولا تتثاءب في أوقات أخرى .
- الدارسات اللاتي يكتبن باليد اليمنى يمسكن القلم بشكل غير صحيح مع رأسه موجه إلى الخلف تحت اليد اليمنى كما يمسك الأعسر .
- الدارسات اللاتي يكتبن باليد اليمنى يضعن رؤوسهن جانبا على ساعدهن الأيسر وينظرن إلى القلم بعين واحدة .
- تضع الدارسة يدها على شكل ثلاثي القوائم وتضع رأسها على رسغها وعيناها قريبتان من رأس القلم وتكتب باليد الأخرى .
- تكون كتابة الدارسة خلال السطر أو فوقه أو تحته .
- تكون بداية السطر قريبة أو بعيدة من الهامش الأيمن بدلا من أن تكون بنفس المستوى .
صعوبات التعلم المرتبطة بضعف النظر :
- تكتب الدارسة الحروف أو الأرقام بالمقلوب وتنقص أو تزيد بعض النقاط ، مثلا( 2 بدلا من 6 )،( ت بدلا من ث ).
- تقرأ الدارسة الكلمات أو الأرقام بالعكس ، مثلا( 12 بدلا من 21 )، نبات بدلا من بنات .
- تملئ الدارسة لفظيا ولا تستطيع تذكر قواعد الإملاء ، مثلا : البنتوجميلتن .
- تغير الدارسة مواضع الحروف في الكلمة عند إملائها مثلا كبت بدلا من كتب .
- تكتب الدارسة حروف الكلمة متفرقة بدلا من كتابتها متصلة ، مثلا (ق ر أ) ،( ف ت ح )، (ر ج ع ).
- تحتاج الدارسة إلى الهمس لنفسها باستمرار أثناء الكتابة من الذاكرة أو حتى النسخ .
- لا تحفظ الدارسة أي معلومة جديدة إلا بالتكرار والممارسة المستمرة .
- لا تستطيع الدارسة تذكر حقائق عادية عند الطلب منها ذلك ولكنها تتذكرها في أوقات أخرى .
- تكتب الدارسة الجزء الدائري من الحرف باتجاه عكسي ( عكس عقارب الساعة ) وتكتب بعض الحروف والأرقام من الأسفل إلى الأعلى بدلا من الأعلى إلى الأسفل .
- لا تستطيع الدارسة التمييز بين اليمين واليسار أو بين الاتجاهات ( شمال ، جنوب ، شرق ، غرب ) .
- لا تستطيع الدارسة كتابة المعلومات البسيطة بالتسلسل ( الحروف الأبجدية ، أيام الأسبوع ) .
- لا تستطيع الدارسة التمكن من المهارات الرياضية مثل ( الجمع ، الطرح ‘ أو حقائق للضرب ) .
- لا تستطيع الدارسة تذكر أي طريقة تتبع في حسابات رياضية بسيطة .
- لا تستطيع الدارسة استيعاب المعلومات الشفهية مثل المحاضرات ، التعليمات ، أو المناقشات عند سماعها بل يجب تكرارها ومراجعتها قبل أن تستطيع فهمها .
- لا تستطيع الدارسة استخدام الأصوات الأساسية للفظ الكلمات .
- تقفز الدارسة بعض الكلمات وتعيد قراءة نفس السطر عند القراءة الشفهية .
- طريقة قراءة الدارسة متقطعة ومهتزة .
- أسلوب قراءة الدارسة بطيء ومتأن .
ثانياً : التمييز البصري والذاكرة البصرية :
التمييز البصري هو القدرة على تمييز الفرق بين الأشكال والحروف والكلمات ، أما الذاكرة البصرية فهي المقدرة على استيعاب الصورة الذهنية الكاملة لما قد شوهد ، في كلتا الحالتين لا يستطيع الجهاز العصبي المركزي أن يعالج الأشكال بصورة صحيحة ، الكثير من الكبار الذين لديهم صعوبة في التعلم يظهر لديهم عطب من هذا النوع ، وبالتالي تكثر الدارسة من الخلط بين الحروف في القراءة : ت مع ث ، ض مع ظ ، ح مع خ ... الخ ، وقد تخلــط الدارســة أثناء القـــراءة بين حروف الكـــلمة ( بنت بدلا من نبت ) أو بـين الأرقــــام ( 12 بــدلا من 21 ) .
هذه المشاكل التوجيهية تصبح واضحة أكثر في الحسابات الرياضية ، فالعمليات الرياضية تكون من اليسار إلى اليمين ومن الأسفل إلى الأعلى عكس مشاكل القراءة والتعلم ، وبالتالي تصاب الدراسات اللاتي لديهن صعوبات في التعلم بالإحباط نتيجة لهذه التغيرات المستمرة في الاتجاهات ، هذه التغييرات إضافة إلى مشاكل الذاكرة تعقد الموضوع وتضيف المزيد من الإحباط والضغط النفسي .
كما تسبب اتجاهات المكان خلطا لهؤلاء الدارسات أيضا . فلديهن صعوبة في التفريق بين اليمين واليسار وفي تحديد الشمال والجنوب والشرق والغرب ، فهن يعتمدن على المعالم بدلا من الاتجاهات ويرتحن أكثر في الأوضاع العادية التي لا تتغير .
ثالثاً : التمييز السمعي والذاكرة السمعية :
التمييز السمعي هو القدرة على تمييز الفرق بين الأصوات المختلفة ، والذاكرة السمعية هي المقدرة على حفظ واسترجاع ما يسمعه الشخص ، فالأشخاص الذين يعانون من خلل في السمع لا يستطيعون سماع حروف العلة أو الحروف الخفيفة الأخرى في الكلمات وهذا يؤثر على مقدرتهم على القراءة والإملاء ، فهم يكتبون ما يسمعونه ويخمنون الباقي ، يظهر الخلل السمعي في الكثير من المدارس وأماكن العمل بالأشكال التالية :
- صعوبة في تدوين الملاحظات أثناء الدرس .
- صعوبة في تنفيذ الأوامر الشفهية .
- صعوبة في فهم المحادثات لأن الشخص لا يسمع إلا جزء من المحادثة .
- صعوبة في أخذ الرسائل عبر الهاتف .
وكقاعدة يجب معرفتها فإن الدارسة التي لديها خلل في السمع ولم تتلق أي مساعدة ستحبط باستمرار في المدرسة والعمل .
رابعاً : ضعف في التمييز الحركي السليم :
لا تستطيع الكثير من الدارسات الكبيرات أن يتحكمن بالقلم ليكتبن بطريقة مرتبة أو أن يصلن الحروف ببعضها بطريقة صحيحة ، فالرسائل الصادرة من المخ إلى الأصابع تتشتت في الطريق فتسبب كتابة خطوط إلى الوراء أو فقدان بعض الخطوط كليا ، الكثير من الدارسات الكبيرات اللاتي لديهن مشاكل في التعلم يكتبن الحروف بشكل طباعة ( متفرقة ) وعادة ما يهمسن لأنفسهن أثناء الكتابة ، وفي كتابة الواجبات الطويلة تنخفض جودة كتابتهن مع انخفاض قدرتهن على التحكم بالقلم .
خامساً : الجهاز العصبي وصعوبات التعلم :
هناك خطر يواجه الدارسات الكبيرات وهو التقلب في كيمياء الجسم ، فانخفاض السكر في الدم يمنع الجهاز العصبي من العمل بشكل سليم ، ولذلك فالحمية ضرورية لهؤلاء الكبيرات ، فيجب أن يتجنبن أكل السكريات والنشويات وذلك للسيطرة على نسبة السكر في الدم ، كما يجب أن تقلل هؤلاء الكبيرات من أكل الكربوهيدرات ، فالحمية ذات البروتينات العالية هي الشيء الوحيد الذي يناسبهن ومع ذلك فإن الطعام الوحيد الجاهز لهؤلاء الأشخاص هو الذي يحتوي على كربوهيدرات عالية كالأكلات الخفيفة والمشروبات الغازية ، فإذا شربت الدراسة مشروبات غازية غنية بالسكر وأكلت الحلوى فسيرتفع السكر في الدم أولا ثم يهبط بعد فترة ، وهذه الارتفاعات و الانخفاضات تسبب أعراضا مزعجة مما يجعل الاستيعاب الدراسي مستحيلاً .
كما أن استخدام الأدوية والمنبهات يؤثر على الجهاز العصبي أيضا ، فبعض الأدوية قد تشوش أفكار الشخص وبعضها تسبب إرباك في الإحساس فيصبح من الصعب الربط بين المسارات الحسية للنظر ، السمع ، اللمس ، والكلام ، كما يمكن لهذه الأدوية أن تؤثر على البصر ، وكل هذا يظهر جلياً على تصرفات الدارسة وعدم مقدرتها على التجاوب في الفصل .
وأخيرا أيتها المعلمة الفاضلة لتعلمي انه من واجبك كمعلمة في مدارس تعليم الكبيرات أن تكوني لطيفة ومتقبلة لتصرفات الدارسات من اجل أن تكسري حاجز الخوف والفشل ، ويجب أن تتذكري دائما أن حقيقة هؤلاء الدارسات الكبيرات عادة ما يكون لديهن مشاكل شخصية خارج الفصل الدراسي كمخاوف مالية أو مشاكل أسرية أو ضغوط أخرى ، وعادة ما تواجه هؤلاء الدراسات صعوبة في الثبات في الجلسة والانتباه للمعلمة في الفصل ، إلا انه عندما تبدأ المعلمة بنسج علاقة فعالة مع هؤلاء الكبيرات ستتشكل روابط وثيقة بينها وبينهن ، وسيقبلن على التعلم دونما خوف .