وكان أجود الناس

. صدحَ الوُرْقُ(1) حولنا بالهديل
2. وتداعــتْ للذكريات قلوبٌ
3. أكرم الخلق عِشـرةً ؛ ونوالاً
4. أيها المدعون بالجود مهلاً
5. كان بالخير يسبق الريح جوداً
6. يزرع الحبَّ في قلوب اليتامى
7. أو لم تنطـــق الجبالُ بفخرٍ
8. كان يزهو به الوجود افتخاراً
9. كان يحثو غنائم القوم حثواً
10. جد كما جاد سيد الخلق بشراً
11. وابذل النفس في سبيل المعالي
12. غير أن العفاف عن مدِّ كفٍّ
13. صُن محياك عن سؤال الأنام
14. جد بذا العلم لا تكن مثل بلعام (3)
15. وإذا كنت فوقهم ذات يــومٍ
16. واعشق الزهد فالحياةُ سرابٌ
17. واعفُ عمن هفا ولا تظلم النـ
18. وابذل الخير للأنام ليرضــى
19. فقليلُ العطاء منك كــــثيرُ
20. واسأل الله بعد هذا يقيــــناً
فتسـامتُ أرواحُـــنا للجلــيل
ساقها الشوقُ نحو بيت الرسول e
وســواه يرجو العُلى في النزول
أين أنـتم من جـود كـفِّ الرسول
كان يعطـي ولم يـــكن بالملول
ويـُري الكونَ طيبَ بـذل الرسول
عـن عطاياه رُغــمَ أنف البخيل
واسـألوا الطلع في رؤوس النخيل
لعـيونٍ ترنو فرارَ الفلــــول (2)
وحــياءً ؛ فالـبِشْرُ أغلى الجميل
سُـرَّ وافـرح بذا العـطاء الجزيل
تسـألُ النـاسَ ذاك جـود العقول
لا تـكن تحـت عطفــهم كالذليل
كـتوماً دع عـنك عذل الــعذول
فـاجـعل اللفظ منك كالســلسبيل
قـد ينالُ التُّــقى رفيقُ الخُمـُول
ــاسَ فتلقى يوماً عظيم الكـبُول
عنـك رب الأنام جُد بالقلــــيل
إن صـدقت العطـا لوجه الجـليلِ
ففـسادُ القلوبِ نقصُ الـــعقولِ


----------------------------
1- جمع ورقاء ؛ وهي الحمامة .
2- الجيوش المنهزمة .
3 - بلعام بن باعورا من قوم موسى فيه نزلت ( أتيناه آياتنا فانسلخ منها ) .